كيفو مديراً لإنتر- هل يعيد ماروتا سيناريو كونتي التاريخي؟

المؤلف: محمد رؤوف08.24.2025
كيفو مديراً لإنتر- هل يعيد ماروتا سيناريو كونتي التاريخي؟

في اليوم الأول من شهر يوليو لعام 2011، استقبلت جماهير يوفنتوس خبرًا مدويًا، ألا وهو تعيين أنطونيو كونتي مديرًا فنيًا للفريق. كان هذا القرار بمثابة مفاجأة غير متوقعة أطلقها جيوزيبي ماروتا، المدير الرياضي للنادي في ذلك الوقت، لكنها قوبلت بسعادة غامرة، ليس فقط بسبب جودة كونتي كمدرب.

كان سبب الابتهاج الأكبر هو مكانة كونتي كأحد أساطير النادي، ولكن بالنظر إلى مسيرته التدريبية آنذاك، كان الأمر بمثابة مغامرة غير محسوبة، فقد خاض تجربة واحدة فقط في المستوى الأعلى من الدوري الإيطالي، والتي لم تكن موفقة على الإطلاق.

وها هو التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بقيادة ماروتا، الرئيس الحالي لإنتر ميلان، لكن هل ستكون هذه المحاولة أكثر نجاحًا؟ وما هو حجم التشابه بين قصة كونتي وتعيين كريستيان كيفو؟

"البديل الذي لم يكن بديلًا"

قد يبدو هذا الوصف متناقضًا، لكنه يعكس الواقع بدقة متناهية، فكيف ذلك؟ دعونا نكتشف.

بعد رحيل سيموني إنزاجي، مدرب إنتر السابق، إلى الهلال السعودي، قرر ماروتا وبييرو أوزيليو، المدير الرياضي للنيراتزوري، التوجه نحو سيسك فابريجاس، المدير الفني لنادي كومو، ليكون خليفته في تدريب إنتر.

لكن بعد مفاوضات طويلة ومعقدة، رفضت إدارة كومو، بقيادة ميروان سوارسو، بشدة السماح لفابريجاس بالرحيل إلى إنتر، وذلك بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه رفقة الفريق الصاعد حديثًا إلى الدوري الإيطالي.

Fabregas hints at Como departure in 2025: 'I hope people say Wow when I  leave'

وبحسب التقارير الصحفية في ذلك الوقت، اتجهت إدارة إنتر نحو خيار كريستيان كيفو، المدير الفني لنادي بارما، ونجحت في إقناع بارما بالتخلي عن المدرب الروماني.

وبذلك، بدا منطقيًا أن يكون كيفو هو البديل والاختيار الثاني لإنتر، لكن ماروتا كان له رأي آخر.

وقال ماروتا بعد تعيين كيفو: "لم يكن خيارًا بديلًا أو احتياطيًا على الإطلاق، بل تم اختياره لكونه الأنسب والأكثر تطابقًا مع الملف الشخصي الذي نبحث عنه، وتجربته الناجحة في إنقاذ بارما من الهبوط كانت دليلًا على ذلك، لقد كان قرارًا شجاعًا من جانبنا".

لذلك، أصبح كيفو "البديل غير البديل" في نظر ماروتا.

لماذا يعتبر القرار شجاعًا؟

في بعض الأحيان، يكون إنقاذ فريق من الهبوط أصعب بكثير من الفوز بالبطولات، وذلك بسبب الإمكانيات المحدودة، خاصة إذا كان المدرب لم يتولى المسؤولية منذ بداية الموسم.

وهنا يرى ماروتا أن القرار شجاع، لأن ما حققه كيفو مع بارما لم يكن إنجازًا يسيرًا على الإطلاق.

تولى كيفو تدريب بارما في أول تجربة تدريبية له على الإطلاق، ليس فقط في الدوري الإيطالي الممتاز، بل كمدرب لفريق أول بشكل عام.

قبل بارما، كانت تجارب كيفو تقتصر على الفئات السنية المختلفة مع إنتر، حيث حقق لقب الدوري من قبل.

Chivu: Parma had 'courage' to call me, players must show desire to stay in  Serie A

تولى كيفو تدريب بارما في الجولة 26 من الدوري، وكان الفريق يحتل المركز الثامن عشر في جدول الترتيب، أي في مراكز الهبوط، وكان يبدو إنقاذه من الهبوط مهمة مستحيلة.

وخلال فترة تولي كيفو تدريب بارما، تمكن من إنقاذ الفريق من الهبوط، حيث حقق الفوز في 3 مباريات، وخسر في مثلها، وتعادل في 7 مباريات أخرى.

الأمر المثير للإعجاب هو أن كيفو حقق الفوز على جيانبييرو جاسبريني، مدرب أتالانتا، والذي أنهى الدوري في المركز الثالث، بل وتفوق أيضًا على فينشينزو إيتاليانو، مدرب بولونيا، وإيجور تودور، مدرب يوفنتوس، وتعادل مع سيموني إنزاجي، مدرب إنتر، أي أنه لم يخسر أمام الكبار.

ومن هنا، ربط ماروتا بين هذه النتائج قائلاً: "كيفو يجسد القيم الأساسية لتحقيق النجاح، ونحن بلا شك فخورون وسعداء وراضون به، وقد وقع على عقد لمدة تزيد عن موسمين".

ماذا عن كونتي؟

كان كونتي لاعبًا مشهورًا للغاية في يوفنتوس وأحد أساطير النادي، ولكن إذا تجاهلنا ذلك، ونظرنا إلى مسيرته التدريبية في وقت تعيينه، فإن الأمر كان بمثابة مفاجأة بكل المقاييس.

فقد كانت تجارب المدرب الإيطالي في ذلك الوقت مقتصرة على دوري الدرجة الثانية الإيطالية، وخاض تجربة واحدة فقط مع أتالانتا في الدوري الإيطالي الممتاز، والتي لم تكن ناجحة على الإطلاق، وعاد بعدها إلى الدرجة الثانية رفقة سيينا.

خلال تجربته مع أتالانتا، قاد كونتي الفريق في 14 مباراة، خسر منها 7، وتعادل في 4، وفاز في 3 فقط.

وتمت إقالته بعد حوالي 4 أشهر بسبب سوء النتائج، ليضطر إلى العودة خطوة إلى الوراء وتدريب سيينا.

لكنه استعاد بريقه مرة أخرى في الدرجة الثانية، ونجح في إعادة سيينا إلى الدوري الإيطالي الممتاز، ليحظى باهتمام من كان يتابعه في الخفاء، وهو بالتأكيد صاحب القرارات الشجاعة، جيوزيبي ماروتا.

بعد نهاية موسم 2010-2011، قرر ماروتا إقالة لويدجي ديلنيري وتعيين كونتي.

Marotta: Conte resta leader Juve, mai pensato a dimissioni - LaPresse

وقال ماروتا عقب الإعلان: "كونتي يمتلك عقلية الفوز، ويجمع بين تحقيق النتائج الإيجابية وتقديم كرة قدم جميلة، وقد رأينا ذلك بوضوح مع سيينا، وأنا متأكد من أنه سيقدم أشياء مهمة كمدرب معنا، تمامًا كما فعل كلاعب".

وما قدمه كونتي في موسمه الأول مع يوفنتوس يعتبر إنجازًا تاريخيًا، حيث حقق لقب الدوري، وما حققه في مسيرته المهنية مع يوفنتوس يمثل تاريخًا حافلًا.

تشابهت الظروف في تعيين كونتي وكيفو، مع بقاء صاحب القرار الشجاع في الحالتين هو ماروتا، ولكن هل ستتشابه النجاحات أيضًا؟ هذا ما سيكشفه لنا كيفو وماروتا خلال الموسم الجديد.

والآن نرى أن ماروتا قد مر بموقف مشابه في اختياره لكيفو من قبل، ولجأ إلى حل غير متوقع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة